21 - 06 - 2024

تباريح | خطاب مفتوح إلى رئيس دولة الإخوان

تباريح | خطاب مفتوح إلى رئيس دولة الإخوان

(أرشيف المشهد)

20-11-2012 | 23:56

فخامة الرئيس

نحن رعايا الدولة المجاورة لدولتكم المباركة.. دولة يسكنها المصريون الذين قاموا بالثورة وأجلسوك على عرش السلطة.. أنت رجل متدين وتعلم حق الجار على جاره، ولذلك فإننا نطلب منك التدخل الفوري، ونسألك كيف تنام عيناك بحق الله الذي تعبده، وأنت تسمع وترى ما يحدث في شارع محمد محمود الموجود في وسط عاصمتنا، والتي لا تبعد سوى نحو 5 كيلومترات عن مقر عاصمتكم "المقطم".. هل تذكر يوم تنصيبك حين حضرت إلى ميدان التحرير وقلت إن شرعيتك تستند إلى البشر الذين كانوا محتشدين فيه يومها؟؟ وفتحت صدرك معلنًا أنك لا تخاف ولا ترتدي قميصًا واقيًا من الرصاص؟؟

آلاف المحتشدين في ميدان التحرير الآن يا سيادة الرئيس لديهم مشكلة، ففي شارع محمد محمود العام الماضي قتل واختفى العشرات منهم وجرح المئات، بعضهم فقئت عينه – أعز ما يملك – وفوجئوا بك وأنت تُعيِّن من أشرف على ارتكاب هذه الجرائم وزيرًا للداخلية، كما فوجئوا بأن أحدًا لم يقدَّم للعدالة ممن نفذوا الاعتداءات ضدهم، وحين خرجوا هذا العام إحياءً لذكرى الشهداء، وتذكيرًا بدمهم الذي لايزال سيالا على الطرقات، واجهتهم آلتك الأمنية، ليس بالحجة والإقناع - اللذين تطالب بهما على الدوام – بل بالمدرعات والرصاص، فأصابت أكثر من 60 شابًا، أحدهم في حالة موت إكلينيكي هو جابر صلاح جابر ، والآخر في حالة حرجة بعد استئصال أجزاء حيوية من جسده، وعشرات غيرهم بعضهم جراحه بليغة.

نعلم أن مشاغلك لا تنتهي، وربما لا تصل الصورة إليك إلا مشوّشة بدليل أنك اهتممت بمتابعة لحظية لما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة، وتركت مشكلة ضخمة قريبة أكثر من عقر دارك، فلم يخرج مسؤول من السلطة التي ترأسها ليصرح ببنت شفة، ولم تذهب أنت – كما كان متوقعًا منك – لتحاول الصلح بين متخاصمين، وأنت تعرف قدر ذلك في الدين الذي تدين به مثلما ندين.

تعرف أكثر منا الحديث الشريف الذي يقول نصه:"لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من سفك دم إمريء مسلم" فلم تسكت على سفك الدم ؟؟.

هَبْ أن المحتجين في محمد محمود كانوا من رعاياك المنتمين لجماعة الإخوان .. فبالله عليك ماذا كنت فاعلا؟؟

ننتظرك، فلا تتأخر علينا، فكل لحظة قد تعني دمًا جديدًا، و"لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً "ونخشى أن يصيبك بعض ماتقترف أيدي تابعيك.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان